أغلق الباب، وترك نفسه تطرق في الخارج.

( إلى راسم العوكلي
بكل هذه الهاوية في قلبه
الهاوية، التي يطل منها على ذاته)

يرمي كرة إلى قلبه
ويهتف: الحق بها..
ثم يختبئ من خياله.

يرمي بقعة ضوء على ظله
ويقول: لا تتبعني
يرفع الغطاء عن قلبه
ويسكبه من النافذة
بكل ما فيه
من مدن وحبيبات
وشوارع منسية..

يسحب أنفاسه من ذرات الهواء
يستعيدها من أنفاس الآخرين
ويخبئها في آنية.

يغلق عينيه على نظراته
يجمع نظراته
من فوق الأرصفة
أعمدة الإنارة
الأبنية القديمة
وأجساد النساء الجميلات..
النساء الجميلات جدًا
الحزينات جدًا..

يجمع نظراته ويقول: 
يا إلهي، لماذا كلما خلقت امرأة جميلة
مزجتها بالأسى؟
لماذا خلقت كل هذه النساء الجميلات؟
كل هذه النساء الجميلات
ولا واحدة لقلبي؟ 

يقطف قلبه
ويدفنه
يرفع ظله
ويعيره
أجنحة للطيور المنكسة
أغطية للمرايا
وأشرعة، للمراكب القديمة..

يخلع جلده
ويكومه في زاوية
يترك قدميه أمام العتبة
ويمضي حافيًا
ينسى قلبه عمدًا
على طاولة المقهى
مثل محفظة نقود..

يترك جزءا منه في كل المقاهي
في قلوب الصبايا الصغيرات
والحقائب المنسية في المحطات البعيدة.

يصافح كل عابر
ويترك جزءا منه في يديه
يخلع نفسه
ويقفز

يصرخ: 
لماذا أطفو يا إلهي؟
لماذا لا أغرق؟

آلاء حسانين

يناير 2016

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *