ربما عليّ أن أودعكم الآن.

ربما عليّ أن أودعكم الآن
فما زالت أمامي الكثير من الحيوات
التي عليّ أن أعيشها،
مرة كنت قبّرة..
اصطادها صياد على سبيل المتعة
مرة أخرى كنت صيادًا
اصطاد الكثير من القبّرات في حياته
وحين ضجر
اصطاد نفسه..
على سبيل المتعة، أيضًا.
مرة كنت يرقة، ومرة كنت فراشة تحوم حول ضوء
مرة كنت كهربائيًا،
وهو يبدل مرة أحد الأضواء الخافتة، قتل فراشة
تحوم حول ضوء خافت
قتل نفسه.. في حياة أخرى.
ربما عليّ أن أودعكم الآن
كي أصير غرابًا
يقتل غرابا ويدفنه،
كي يعلم أخًا
كيف يدفن أخاه،
كيف يدفن نفسه في حياة أخرى.. ويبكي عليها،
ربما عليّ أن أودعكم
كي أتعلم كيف أدفن نفسي.. وكيف أبكي عليها
ربما
عليّ أن أودعكم،
الآن،
كي أصير حفارًا
وأدفن جثتي..

آلاء حسانين
8 مارس 2015

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *