عامان تقريبًا يكفيان للحداد على شخص ما.

عامان تقريبًا يكفيان للحداد على شخص ما بعدها، يصبح بإمكان المرء الخروج للحياة بأعين مفتوحة. لا يحب الناس الإعتراف بذلك حين يتماثلون للشفاء من أحزان قديمة  وبعد أعوام أخرى  لا يتمكنون من تذكر وجوه موتاهم.. عاش الإنسان طويلًا بما يكفي كي يكون صريحًا  وكي يدرك بسهولة أنه ليس فريدًا  وأن حياته انبثقت على سبيل الحظ…

حتى النهر.. يتمنى أن يجف.

كل مساء يضع الليل يده اللينة في يدي،ويبكي بارتجاف مثل طفلٍ صغير..وأنا أنصتلليل الذي يبكيلأن الصبح يغادر دومًاقبل أن يصل إليه. يقول الليل بحزن هادر:يبدو الصباح مثل حلمٍ.حيث أسمع كل ليلة صوت خطواتهتغادر عبر الرواق..وحين أنهض، لا يكون موجودًا. يقول الليل أيضًا عن النجوم: ليست حشرات مضيئةبل دمع أولئك الذين انتحروا في صباهم. فكرتُ في…

من ترك الأشجار للريح؟

أحيانًا في الليالي العاصفة، تمد شجرة عنقها من النافذةلكن شخصًا مثلي، تؤذيه الريح أيضًايعرف أنه لن ينهض، ويحمل الشجرة إلى سريرها. من ترك الأشجار للريح؟الأشجار التي تيبس كل حين، كتعبير عن أحزانها.. الذئاب التي تتبع عواءهاتصل أحيانًا إلى المصيدةوالطيور التي بلا أعشاش،تموت في النهاية على حافة الطريقوشخص مثلي، سيبتعد ذات يوم أيضًا، عن منزله. ذات…

|

وتبكي بكاء الساهي عن جنازته..

أعرف هذه النهاياتأعرف خطوهاوأعرف تعب الإنسان حين يُسلّم نفسه للبحر، للمشانق على أغصان الكروم.. وللعمر الطويل.ماذا نفعل الآن بمركب يبحر دون وجهة؟والمنافي التي رافقت إيقاع خطواتنا فوق الدروبوالمدينة المتعبةوآثار الغروب الذي يلمع فوق وجه السارية..كل شيء بدا أكثر وضوحًاوالناي الباكي في قلبيلم يعلُ من قبل نحيبه، كهذا النحيبولم أقل شيئًاإذ لا يوجد أكثر غربةمن رجل وسط البحريحدق…

|

متعبين، تطاردنا أحزاننا مثل سرب خائف..

إلى أريج عبدالله، وإلى أخواتها.. إلى حزنهن، خصيصًا إليه.   لم يُسمّنا أحدٌولم يعرنا أحد أسماء أبنائهومع الوقت، لم نعد نعرف ما هو الترقبحين كانت خطوات الأقدام المتعبةتمضي نحو أبوابها..ولم يحدث أن طرق أب متعب أو ضائع بابنا ولو خطأ..ودربنا ليلنا الطويل-بحزن بالغ- ألا ننتظر أحدًا. دربنا يباس حقولناوالنهارات التي تُشرق وتُعتم دون هدف..وأسماؤنا التي…

|

والبحر فينا، هو الذي كان يبكي.

إلى راسم العوكلي-الذي ولد كبيرًا- إلى الطفل الذي كانه، تحديدًا.. ثمة زرقة كانت في عينيه، توقًا نحو البحر، نحو شيء بعيدوكان سيمضي، كنت أعرف، لأن الحياة كانت تتهدل على كتفيهوكان يجرها..وفي عينيه، كنتُ ألمح دومًا ظل شيخ كبيرومن حين لاخر، كان يهمس:التعب، لم تبق كلمات لوصف هذا التعب.. مرة رأيته ينزه حياتهوبدت متعبة مثل كلب…

و من يراك الآن، يا وجه العالم المتغصن.

رأيناكوأنت تهبط الدرج المكسر لتدفن -خلسة- النسل الحزين.. رأيناكوأنت تبكي دمًا على بناتك اللاتي يذرفن تاريخًا ثقيلاً من الملح. بناتك اللاتي يتمدد الألم في أحشائهنمثل الأزقة التي لا تنتهي.. بناتك اللاتييهبطن مثلك -خلسة- الدرج الحجري ويدفن خِرَق قلوبهن المدماة. رأيناك حتى في التذكر وأنت تُقلّب الصور الحزينة لبنات باسمات في المهد بنات باكيات في المهد…