ربما أعبر البحر..

ربما أعبر البحر..والبحر بحيرة زرقاء،البحر شارعٌ أو نهرٌ.. البحر طريق.ربما أغادر، في مساء هادئأو في أول النهار..والأمل يلمع في منزليشعاعَ نورٍ على حائط،أو غيمة من شتاء الأمستُركت على الكرسيّ، مضاءةًأو رأس غزال معلق في الردهة.. ربما أبدأ مرة أخرى،سوف أخرج من النهر هذه المرة..هادئًا وبسيطًا،والساحرات يتركن جرابهن عندي،مملوءة ذهبًا..والذهب فراغٌ،مرايا تعكس الجرح المُخبأ..هل نحرق القوارب…

مثلما يتجول في الأنحاء شخص لا ظل له..

الآن، أشعر بأني عارية تمامًا..مثلما يتجول في الأنحاء شخص لا ظل له.الآخرون قالوا أني قمت بعمل باهرلأني استطعت الفرار من القرية القديمة..خرجتُ دون أقدام،قلت لهم..وتركتُ والدي يتعكز على ظله..لكني رغبت طويلًا بالذهاب قرب النهرحيث المياه أكثر ألفةوالبنات يضحكن بأصوات مسموعة.. لكن الآن، لا أعرف لماذا لا أتمكن من أن أقول شيئًا..الناس يدعونني بأسماء لا حصر…

حكاية الشاعر الذي ينسى ظله..

الجميع يعرف أني لم أعد شاعرًامنذ سكنت قرب البحر في البلدة القديمةوفي إحدى تلك الليالي العاصفةأدركوا أن الشاعر لن يظل حيًّا للصباح التالي.. لم يعرف أحد إلى أين ذهب الشاعر..وقد كنت أقل الجميع اهتمامًا بالأمرالبعض يقول بأنه صار ظلًا، وطار..والبعض الآخر- ممن يقضون وقتًا طويلًا في البحر-يقولون بأنهم يرون جسدًا طافيًا، من حين لآخر، يشبه…

بينما يسقط الليل عند قدمي كحصان منهك.

لأنك قلت سلفًا بعض الأشياء هنا وهناكعن الأيائل، والأشرعة المربوطة، وعن الأمواج التي تبلل حياتك..يظن البعض بأنك ستموت حتمًامالم تنزع تلك الأشواك المثبتة في حلقك. إنه السحر، شيء ما يجعل السماء أكثر زرقة..سيقول البعض -ممن لم يكتب على الأرجح شعرًا في حياته-بينما سيقول آخرون بأن الشعر مجرد كلمات، مثل أي شيء آخر.حسنًا، هؤلاء من أودّ…

أُصبنا بالتعاسة، بسبب آبائنا على الأرجح..

أصبنا بالتعاسة، بسبب آبائنا على الأرجح..بإمكانك تبسيط الأمر لأي غريب في حانة..في حال سألك عن صباحاتك، ولمَ تبدو غائمة.الآباء.. بعدها يصبح كل شيء جليًّا.. أصبنا بالتعاسة، ولا يشبه الأمر أن تصاب بنزلة برد..ففي طفولتك، يبدأ الشعور بالسأم بالتزايدوتصبح أقل رغبة في الركض حول الجميعأو الحصول على تصفيق حار..وفِي السادسة عشرة، ربما تصبح بطريقة ما، مثليًّا.إنها…

يقول بأنه ذاهب ليلعق جراحه..

من مركب لمركبلم نكف يومًا عن حزم الحقائبوالشتاءات الكثيرة التي قضيناها دون موقدوالغرباء الذين يلهثون عطاشى فوق آبار أجسادنا ويتركون ثمن الخبز على الطاولة.. لم نكن مغرمين، كُنَّا حزانى..ولهذا قضينا كل هذه المساءات سويًا.وبالدم الذي يتخثر في عروقنا من اليأسكنا نجلس فوق الأرض العاريةونبدأ بالكتابة..وعرفنا كيف تخرج كل هذه الوحدة من العظاموكيف نهرع في الليل إلى…

لم يحب أحدٌ الحديث عن الرفاق الميتين.

أجيد الحديث كشخص بارعلكنّي أفضل رواية كل شيء بعجالةلأن الحزن يطفح مع المزيد من الثرثرة وأنا أحرص على إبقاء بئر قلبي مقفولًا..في الماضي،عثرت على صديق عرفته تحت جسروقد اختار البقاء،على الرغم من كونه أحد أولئك الذين ينتحرون يافعين..قال:” هنا أو هناك، سأظل أتألم دومًا.”وعلى عكس الذين علقوا أنفسهم أو قفزوا في النهروجدنا طريقة للسيطرة على أحزانناكانت…

عامان تقريبًا يكفيان للحداد على شخص ما.

عامان تقريبًا يكفيان للحداد على شخص ما بعدها، يصبح بإمكان المرء الخروج للحياة بأعين مفتوحة. لا يحب الناس الإعتراف بذلك حين يتماثلون للشفاء من أحزان قديمة  وبعد أعوام أخرى  لا يتمكنون من تذكر وجوه موتاهم.. عاش الإنسان طويلًا بما يكفي كي يكون صريحًا  وكي يدرك بسهولة أنه ليس فريدًا  وأن حياته انبثقت على سبيل الحظ…

حتى النهر.. يتمنى أن يجف.

كل مساء يضع الليل يده اللينة في يدي،ويبكي بارتجاف مثل طفلٍ صغير..وأنا أنصتلليل الذي يبكيلأن الصبح يغادر دومًاقبل أن يصل إليه. يقول الليل بحزن هادر:يبدو الصباح مثل حلمٍ.حيث أسمع كل ليلة صوت خطواتهتغادر عبر الرواق..وحين أنهض، لا يكون موجودًا. يقول الليل أيضًا عن النجوم: ليست حشرات مضيئةبل دمع أولئك الذين انتحروا في صباهم. فكرتُ في…

من ترك الأشجار للريح؟

أحيانًا في الليالي العاصفة، تمد شجرة عنقها من النافذةلكن شخصًا مثلي، تؤذيه الريح أيضًايعرف أنه لن ينهض، ويحمل الشجرة إلى سريرها. من ترك الأشجار للريح؟الأشجار التي تيبس كل حين، كتعبير عن أحزانها.. الذئاب التي تتبع عواءهاتصل أحيانًا إلى المصيدةوالطيور التي بلا أعشاش،تموت في النهاية على حافة الطريقوشخص مثلي، سيبتعد ذات يوم أيضًا، عن منزله. ذات…

|

وتبكي بكاء الساهي عن جنازته..

أعرف هذه النهاياتأعرف خطوهاوأعرف تعب الإنسان حين يُسلّم نفسه للبحر، للمشانق على أغصان الكروم.. وللعمر الطويل.ماذا نفعل الآن بمركب يبحر دون وجهة؟والمنافي التي رافقت إيقاع خطواتنا فوق الدروبوالمدينة المتعبةوآثار الغروب الذي يلمع فوق وجه السارية..كل شيء بدا أكثر وضوحًاوالناي الباكي في قلبيلم يعلُ من قبل نحيبه، كهذا النحيبولم أقل شيئًاإذ لا يوجد أكثر غربةمن رجل وسط البحريحدق…

|

متعبين، تطاردنا أحزاننا مثل سرب خائف..

إلى أريج عبدالله، وإلى أخواتها.. إلى حزنهن، خصيصًا إليه.   لم يُسمّنا أحدٌولم يعرنا أحد أسماء أبنائهومع الوقت، لم نعد نعرف ما هو الترقبحين كانت خطوات الأقدام المتعبةتمضي نحو أبوابها..ولم يحدث أن طرق أب متعب أو ضائع بابنا ولو خطأ..ودربنا ليلنا الطويل-بحزن بالغ- ألا ننتظر أحدًا. دربنا يباس حقولناوالنهارات التي تُشرق وتُعتم دون هدف..وأسماؤنا التي…