عامان تقريبًا يكفيان للحداد على شخص ما.

عامان تقريبًا يكفيان للحداد على شخص ما
بعدها، يصبح بإمكان المرء الخروج للحياة بأعين مفتوحة.
لا يحب الناس الإعتراف بذلك
حين يتماثلون للشفاء من أحزان قديمة 
وبعد أعوام أخرى 
لا يتمكنون من تذكر وجوه موتاهم..
عاش الإنسان طويلًا بما يكفي كي يكون صريحًا 
وكي يدرك بسهولة أنه ليس فريدًا 
وأن حياته انبثقت على سبيل الحظ
وأنه سيموت طبعًا، مثل من ماتوا 
وعلى شيء مثل هذا ألا يدهشه.. 
عاش الإنسان بما يكفي أيضًا 
كي يكتشف أنه وُجد وحيدًا
وأن الأمهات- المتذمرات بشكل رئيسيّ- يدفعن أبناءهن للجنون
وأن وجود الأب يشبه ارتداء معطف في يوم حار..
كل شيء واضح، 
ليس لأني ولدت بميل كبير للتشاؤم
لكنّي بالكاد حصلت على حياة خفيفة 
أظن أحيانًا أنها ظل لشيء ما.. 
ولو تُرك الأمر لوالديّ
– الذين ربيا أولادًا كُثرًا- 
لما أطلقوا عليّ إسمًا.. 
لم تعد الحياة تملك ما تعطيه أكثر
وقد أخذ الموتى، كل شيء قبل رحيلهم 
وفي بلدة كهذه
لا يجد الناس شيئًا يتحدثون عنه
الأمل تفاهة 
السياسة ضرب من الماضي 
والعودة بعد الموت لم تعد أمرًا مهمًا..
لنكن واضحين
آباؤنا ماتوا غالبًا لأجل أحزابهم 
إبينما نجد نحن مشقة في صعود السلالم نحو أسرتنا.
 آلاء حسانين 
٣ يونيو ٢٠١٧

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *