جنين يشعر بالذنب.


كانت ليلة باردة
حين ولدت
ورغم أني كنت صغيرة جدا
إلا أنني
أستطيع أن أتذكر
بوضوح شديد
كل ما حصل حينها،
تقريبا
كان الوقت في الصباح
حين سطع الضوء على وجهي
لأول مرة
أذكر أن أمي كانت تصرخ طوال الليل
وتشتمني بغضب
أذكر ذلك جيدا
ليس لأنها ظلت،
تذكرني بهذه الليلة طوال حياتي
كلما تشاجرنا شجارا بسيطا
بل لأنني بالفعل
سمعت كل شيء حينها
سمعته جيدا..
كنت أرتجف كقنفذ من شدة الخوف
كنت مكومة ومنزوية
في ركن صغير
داخل رحم ضيق
كنت أشعر حينها
باحساس عظيم بالذنب
حتى أنني حين خرجت أخيرا
كانت عيني مغمضتين
وكنت قابضة على يديّ بشدة
وأنا مستعدة تماما
لأن أتلقى صفعة على وجهي
في أية لحظة
لقد مددت لهم بساط وجهي
بكل استسلام
كمذنب يريد أن يتطهر
مذنب يشعر بخجل شديد
يجعله لا يجرؤ أن يطلب عفوا..
لماذا كان عليّ أن أوجد؟
حتى هذه اللحظة
اشعر انها غلطتي
لماذا كان علي أن اقاوم
لتسعة أشهر متتالية
فقط لأخرج
بانتظار أن تتوالى الصفعات على وجهي؟
لماذا لم أكن جنينا قاسيا
بما يكفي
لأن اغير رأيي
بعد شهرين أو ثلاثة
لمجرد أني أشعر بالضجر؟
وحينها
كانت أمي
ستخبئني في التراب بكل بساطة
وبحزن طفيف..
كانت ستنوي
أن تحاول مجددا..
لماذا كان عليّ أن آتي و حسب..
كأي جنين عاديّ
سليما ومعافى
مثل بقية إخوته
ليس موهوبا
لا شيء يميزه
هاديء جدا ومنطوي
حتى أن أمه كانت تنساه دائما
حين تبدأ بعدّ أبنائها..
لماذا كان عليّ أن آتي؟
فقط..
ليختبر الجميع..
قوة أكفهم
على وجهي..

آلاء حسانين
 إبريل 2015

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *