| | |

عن الإخفاق والعيون البراقة والسماء التي ستسقط فوقنا.

من غير الممكن تجنب الشقاء، وأنا تحدثت عن الشقاء دهرًا، قلتُ: كان يمكن أن أكون آخر، لا يبكيه الليل ولا يزهزه قلبه صوت الشمس. كان يمكن أن أكون غيري، له أم أخرى، له إخوة آخرين وأصدقاء غير هؤلاء. أخزن الأيام، وأحاول استعادة أنفاسي. أنت ذهبتَ بعيدًا، مثل كل من ذهبوا. أنت تمثيل للذهاب، وأنا أدعي عدم المبالاة، بينما قلبي مرتعش، وفراشي كذلك. من أنت؟ توقد الوقت وتظهر لي أن السماء أكثر صلابة، ولا يمكن أن تسقط فوقنا. أقولك لك: السماء ستسقط، وتقول لي: ليست مضطرة لذلك. أحبك أحيانًا، لكن ليس من جديد، لا أنبعث أكرر ماضيّ فيك. وأتذكر أول رجل أحببته، من رأيت الله فيه و رأيت أيامي، من غادر للبعيد وتركني أقشر قلبي تفاحة يابسة. ثم ما انفككتُ أبتعد وأبتعد وأبتعد، حتى ألفت الابتعاد، عن الحياة وفكرة الأطفال والزوج. ثم أتيت أنت، وداهمني ألم غريب في قلبي، لكني جهلت أنه ألم ما، وظننته حبّا. يأتي الحب أحيانًا بأشكال عديدة، واليوم له شكل الاخفاق الذي لا أحتمل. كل شيء يؤذيني، مزاجي المر الذي لا ينفك يحمّلني أزهارًا ميتة، وقلبي الذي تنبت فيه الجثث. ولا أقوى، جسدك يضغط على جسدي، ولا أقوى. روحك تأكل فيّ شيئًا ما، ولا أقوى. وبينما يذهب منفاي إلى رقاده، تأتي أنت، واضحًا وبسيطًا، وأحبك أكثر مما مضى، لأنك تخفف الوقت، ولأنك تفتقدني، ولأني في الثامنة والعشرين، وبانتظاري شخص ما، وادعًا وآمنًا ومستكينًا. لكنّي أحمل ماضيّ، ويسترق السمع إلى حاضري.. ينظرون إلينا، كل من عرفتهم، كل من تركتهم وتركوني. أصف لك أيامي، وينظرون. أهدهد نجمة صغيرة على كاحلي، ويخابروني، يهمسون. ماذا أقول؟ كم مرة يجب أن أتألم حتى أصل إلى باطن الحياة؟ أضع كفي على قلبك، وأتذكر، بعينين براقتين، أتذكر وأنظر، والسماء تسقط فوقنا، وأنت تقول بأنها لن تجرؤ. لأن حبّا ما ينمو، لأني أكثر حساسية من أن أكون في هذا العالم، لأن شيئًا ما قادمًا من بعيد، لن يجرؤ على دهسنا. وأنا أخاف، وأنا أبكي، والسماء شظايا، وقلبي لا يستكين، في حضرتك وغيابك. كم مرة على السماء أن تهوي؟ وكم مرة عليك أن تجز العشب الذي ينمو بيننا. من بين البلاط ينمو، من غطاء السرير ينمو، من الغبار على سطح الحياة، من الكلام الذي لا يقال ويسبب لي ألمًا. من ضحك الأشياء التي لا أحب، من البوح الذي أتساءل كيف لا يسود في جعبتي. وجهك أرجواني، مثل البحر الذي وصفه إغريقيّ ما، مثل الغرقى في جهتي، في الجانب الذي أنظر إليه. جئت إلى الحياة كي أفعل ماذا؟ كي أقول كلامًا وحسب؟ جئت كي أقف وتنساب دماء حمراء من بين قدميّ. أحمر، هذا القمر أحمر.. هذا الخذلان أحمر، هذا الألم الخفي لا لون له، هذا الجمال الذي لن يراه أحد. لم يره سواك، وسواي من استقر وأنا تاهت فيّ الليالي. وجع في قلبي توهج، وأنت بعيد، وألتقط عتمتك، وأحيانًا لا أقوى على التنفس. هذا حقيقيّ إذن؟ وبعد دقائق سيعض قلبي ذئب الليل، ذئب خفيّ أرجحته كثيرًا في صباي، بين هذا وذاك، شيء ينبض بين الفينة والأخرى، في قلب الليل أسميك “حبيبي”، في قلب النهار تكون كل النهار، وتحت جلدي ينسل شيء ما، وأنا لا أريد أن أحبّك.

من مجموعة جديدة قيد الكتابة.

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *