| |

الأشياء التي قد ترعب شخصا يدعي أنه إنسان حقيقي – ٢٠١٤

الأشياء التي قد ترعب شخصا يدعي أنه إنسان حقيقي. – مايشبه اليوميات –

أوف! أشعر بالضجر، هناك شعور بالخوف يركض في معدتي. قلبي ينبض، أحس به يتنفس مثل أرنب يحتضر. رباه! لماذا نسيتني؟ لماذا تركتني وحدي؟ المكان معتم، ليل ليل ليل في كل مكان. السماء مخيفة، إنها رعبي الوحيد، لا أحب أن أنظر إليها أبدا وإن حدث ونظرت عن غير قصد إليها فأنا أنتفض. السماء ترعبني، أحس أنها مثل خفاش كبير يطير نحوي لينقض علي. السماء في القاهرة لا نجوم فيها، هه. رباه! يبدو أن الكهرباء منقطعة في الأعلى أيضا. العتمة تغرق شعب السماء أيضا، إنه أمر مضحك ويدعو للشماتة، ستبدأ الملائكة بطهو خبزهاعلى الجمر الآن، هاهاها.
أريد أن أفعل شيئا مختلفا، كأن أضحك مثلا، أضحك مثل شخص تعب من كونه يبكي دائما، رباه! ماهذا الألم؟ لماذا قد يوذيني خدش صغير على الحائط؟ لماذا قد أشعر به في قلبي؟ إنني شخص حساس جدا. حساس تجاه أشياء من المفترض أن لا يكون المرء حساسا تجاهها. إنني أتساءل، ما الذي يجعل شخصا ما في السنة الأولى من الجامعة يخاف النوافذ؟ أمي تتساءل لماذا أسدل الستائر دائما! لا أحب أن يتساءل أحد عن شيء يخصني. لا أحب أن أجيب على تساؤلات الآخرين. لا أحب الآخرين . إنهم في النهاية وبعد دقائق من الحديث معي ينتهي بهم الأمر بنعتي بالمجنون. يا إلهي! وكإنني لا أعرف هذا مسبقا، لا أحب أن يخبرني الناس بأشياء أعرفها مسبقا، الناس أغبياء وبلهاء دائما.
ما المشكلة في كون المرء مجنونا؟ ما المشكلة في أن لا أحضر الأندية الأدبية أبدا؟ ما المشكلة في كوني أهرب من الشعراء؟ ما المشكلة حين أقول أنني أخاف القصائد؟ أكره الشعراء، رغم أني شاعر تقريبا وهذا ما يجعلني أشعر بالحقد على نفسي. لا أعرف ما الذي يدعو شخص ما بأن يتباهى بكونه شاعر؟هذا مرعب مرعب مرعب .
يا إلهي، لقد تمنيت أن أصير ملعونا على أن أصير شاعرا، إنني لا أفعل شيئا سوى أن أعيش المعاناة. أحيانا حين أكتب أحس بالألم حتى في عمودي الفقري. الشعر مأساة حقيقة.. كيف تصبح حياتي، مشاعري وحتى الألم في معدتي متوقف على كتابة قصيدة واحدة؟ وحين لا أنجح. حين لا أنجح – رباه هذه الجملة تشعرني بالإضطراب- حين لا أنجح أبدأ بكتابة نصوص لعينة مثل هذه، كأني أعطي مسكنا رديئا لقلبي المريض، بينما أكون في انتظار القصيدة، جرعة الدواء المنقذة من المسيح المخلص.
البارحة تغيبت عن الجامعة، لأنني شعرت أنني لا أرغب بالقراءة، كيف سأقضي ساعة كاملة في القطار حيث الطريق الطويل إلى الجامعة اللعينة دون رغبة مني في القراءة؟ ماذا سأفعل خلال ساعة كاملة في مكان مكتظ بالناس، إذا كنت لا أرغب في أن أدفن وجهي في كتاب ما وآخذ بلعقه مثل كلب جائع؟ فلأتغيب عن الجامعة إذن. قلت في نفسي.
البارحة أيضا جاءت لتقابلني فتاة من الجامعة، تصر أن تناديني ” صديقتي” رغم أني لا أعرف عنها شيئا سوى اسمها الأول، لذلك أكرهها جدا. أكره أن يناديني أحد ” صديقي ” مهما كنت صديقه فعلا، يا إلهي! بإمكاني أن أصير أي شيء إلا أن أصبح صديق أحد ما، أشعر بالرعب حين أكون صديق أحد ما .
كانت تتحدث طوال الوقت، وكنت أشعر بالإشمئزاز، وذلك لأنها قالت نكتة طريفة وشعرت بالإنسان يستيقظ في داخلي وأخذت أضحك بشكل مرعب، ثم بدأ القرف يتسلل إلى نفسي.
أشعر بالرعب حين حين أضحك على نكتة أحد ما، ما المضحك في كون المرء يلقي نكتة ما؟ لماذا ضحكت؟ لماذا قد يضحك أحد على نكتة ما؟ . لا أحب أن أفعل شيئا يفعله الناس الآخرون، لا أحب أن أشعر أنني أشبههم. لا أحب أن أضحك على نكاتهم، لا أحب أن أضحك على شيء أصلا. ماهذا الهراء؟ البشر مقرفون. لا تهجبني أحاديثهم وبرامجهم وملاهيهم ونكاتهم. لا أحب أي شيء فيهم. رغم أنني لايبدو علي أنني لا أحب الناس وهذا مؤسف، إنني لست ما أبدو عليه .
هناك شيء آخر، البارحة وقعت حادثة عند محطة القطار، عرفت عنها عن طريق الصدفة، إذ لست شخصا يهتم إذا ما وقعت حادثة ما. أخبرتني عن هذه الحادثة فتاة الجامعة اللعينة، بينما كانت تضحك ثم قطعت ضحكها فجأة مثل فاصل إعلاني وقالت بينما لا يبدو عليها الإستياء أبدا: ) أوه، نسيت أن أخبرك. عادل، فتى الجامعة الوسيم، الذي كان معجبا بك، تعرفينه! صحيح ! دهسه القطار البارحة، جمعنا لحمه في كيس أسود، هذه الحادثة الثالثة هذا الشهر ) . لقد قلت : أوه! ثم بدأت أحدق في جدار قريب. لم أحزن، لم أحزن أبدا. لست شخصا يحزن حين يدهس قطار أحدا ما. لكنني شعرت بالرعب. متى صار الناس في هذا البلد بهذا التبلد؟ لماذا لا يكف الناس هنا عن التحول لأي شيء لا يشبه كونهم بشرا؟ الناس هنا مرعبون. لقد بدأوا يشبهونني وهذا يصيبني بالرعب حد أن أقرض عظام جسمي كلها عظمة عظمة. سأشعر بالقلق على العالم إذا كثر أشخاص مثلي. يا إلهي! لا أحب أن أقابل أشخاصا مثلي. هذا مرعب. أشعر بالإطمئنان حين أجلس مع إنسان عادي، إنسان يشبه أي شيء باستثناء كونه يشبهني
أنا لن أذهب للجامعة أبدا بعد ذلك، ليس لأنني أصبت بالإكتئاب حين دهس شخص معجب بي كما تظن أمي. لست شخصا يصاب بالإكتئاب حين يدهس شخص معجب به. لا أعرف السبب.لكنني فقدت الرغبة في تعلم كيفية التحدث مثل الفرنسيين البغضاء، لماذا علي أن أتعلم كيفية التحدث مثل شعب ما؟ هذا ممل.
رباه! أشعر أن شيئا ما يجلس فوق صدري، وربما هذا يرجع إلى كوني سأنام بعد قليل. سأحاول جاهدة أن أنام مثل إنسان، إنسان حقيقي. إنسان لايستيقظ فزعا كل حين لأن النوم يرعبه. وداعا. الشعر على الذقن أمر مقرف .

أكتوبر 2014 على ما أظن .

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *