قصيدتان عن الحب وخيبة الأمل.
من فيلم وداعًا للغة – Goodbye to Language – 2014
جان لوك غودار.
من فيلم وداعًا للغة – Goodbye to Language – 2014
جان لوك غودار.
من نوافذ الألم المتصدعة، أحاول استراق النظر إلى حياتيْنا، أتكئ على أيامك، وتتكاثر فراشات زرقاء على خاصرتي. لقد مضت السنوات الحزينة، وأيام الانتظار المُر، لشيء أدركه الآن. يمكن لك أن تسرق قلبي، يمكن أن تحمله معك. كيف أتذكر الفرح؟ كيف أذكره؟ إنه واضح، ولامع، حتى في تشوشه، مثل أثر قبلة على الزجاج. في حضورك، يمكن…
في قيلولتي هذه، لم تكن موجودًا. السماء بصفائها تهوي على الجدران، على الأرصفة، وعلى النباتات. وأنت لستَ هنا لأقول لك ذلك. أين ذهبت؟ هل علقت في موقف حافلة ما؟ هل ما تزال قدماك تحملانك إلى المنزل؟ قلتُ: سأكتب قصيدة، طالعها غناء يشبه قلبك. قلت سأكتب عن الغياب، غيابك.. كل قصائدي تأخذ منعطفًا إليك، كل ألحاني…
أتيت ليلًا، والفضاء معتم، وما من نورس ينقر على الشباك. أتيت وكم رغبت فيك، والعالم ذاهب إلى رقاده، وأنت أنت بكامل غيومك. كل ما أحبه موجود فيك، كل ما تمنيته يتجلى، الطعام نتشاركه، ومنزل صغير يسع أجنحتنا، والصحون في حوض المطبخ تنتظر الغسل. بيت صغير لأمنياتنا، لحياتنا معًا. كفك تضغط على قلبي، كم أحبك! بالأمس…
من حلم تأتي، مرة أخرى، يدك لا تلمس المقبض. تأتي طيفًا لا يفتح الباب، وأنا لن أراك. تحت أنفاسي طبقة من أنفاس أخرى، تحت الإدراك الواسع، تأتي النهايات متشابكة، مشتبكة، مجنونة. تقبض على يد بداية ما. في البدء: كنت حبيبي، والآن تأتي، وأنا لن أراك، مثلما كنت من قبل. شيء ما تغيّر، شيء في الاتزان،…
من غير الممكن تجنب الشقاء، وأنا تحدثت عن الشقاء دهرًا، قلتُ: كان يمكن أن أكون آخر، لا يبكيه الليل ولا يزهزه قلبه صوت الشمس. كان يمكن أن أكون غيري، له أم أخرى، له إخوة آخرين وأصدقاء غير هؤلاء. أخزن الأيام، وأحاول استعادة أنفاسي. أنت ذهبتَ بعيدًا، مثل كل من ذهبوا. أنت تمثيل للذهاب، وأنا أدعي…
ربما أعبر البحروالبحر بحيرة زرقاء،البحر شارعٌ أو نهرٌ.. البحر طريق.ربما أغادر، في مساء هادئأو في أول النهاروالأمل يلمع في منزليشعاعَ نورٍ على حائط،أو غيمة من شتاء الأمستُركت على الكرسيّ، مضاءةًأو رأس غزال معلق في الردهة.. ربما أبدأ مرة أخرى،سوف أخرج من النهر هذه المرةهادئًا وبسيطًا،والساحرات يتركن جرابهن عندي،مملوءة ذهبًا..والذهب فراغٌ،مرايا تعكس الجرح المُخبأ. هل نحرق…
تمشيت وحدي في سنتر أنجي اليومثم جلست في بار آخر لأريح أقداميرأيت ذلك الشبح جالسًا في الكرسي المقابلوحاولت ألا تقع نظراتي عليهأخرجت دفتري الأسود وحاولت أن أكتب عن أي شيءلكن الشبح أخذ يحدق فيما سوف أكتبه انزعجت طبعًا!لا، لن أكتب عن أميولا عن الذكريات المرة التي تلسع عقليأو عن هذا الشبح الذي يجلس طوال اليوم…
أرغب بقول الكثير من الأشياءلكن لا أعرف ماهي بالضبطقطرات من الماء البارد تتساقط في قلبيوأنا لا أفعل شيئًا حيال ذلك لا أرغب بالكلام أو الحركةأو الايماء لتحايا الآخرينأو الهرولة لاحتضان أحد ما أود أن أصير نبتةلا تتحرك سوى باتجاه الشمس الأوراق تتساقط في كل مكانوفي بعض الأحيانحين تسقط على كتفي ورقة ماأقول: مرحبا لك أيضًا.لكن…
1- عن الأمومة وباريس: أو أمهات الطيور حين ترمي الفرخ الضعيف من العش. أول مرة شعرت برغبة في الابتعاد عن المنزل، كنت أريد أن أبتعد عن أمي.. كبرت وابتعدت فعلًا عن المنزل، وصرت أذهب إليها في بعض النهارات وأشرب معها الشاي، شيء واحد فقط فعلته لأجلي خلال حياتي ولم تفعل غيره، أرسلت إلي ببعض الأثاث…
تزحف إليّ تلك الذكرياتوأنا ما أزال نائمة في السريرلم أفتح بالطبع كلتا عينيّفلا أعود أعرف في أي حياة أناوأرى في رأسي صورًا من حياة أخرىلم أعرف متى عشتها لكن الصور تتكرر في رأسيحتى أحزن ذاك الحزن النهاريولا أتمكن من أن أعيش حياتي بقية اليوميظل قلبي منشغلًا بحياة أتذكرها منذ طفولتيثم أشعر بأني في مكان بعيد…
أحاول ألا أفكر بأشياء تدعو إلى الكآبةبالأيام الماضية التي لم أغادر خلالها المنزلبالإحباط المفاجئ الذي يرافق نهاية الحفلاتالعشر محطات القادمةالتي قد تحملني إلى منزل ما جميع أحلامي الأخيرة تدور في منزل طفولتيوأحاول ألا أفكر بالسبب وراء ذلكفالمنزل تحول إلى صالة عزاءوكل يوم أحلم بشخص يموت فيه لم يعد لهذا المنزل وجود سوى في أحلاميغادرناه واحدًا…