ما يشبه التعب البسيط..
سأجيء عند حلول المساء،
بعدما يتحلل هذا الجسد
في القبر الرخاميّ..
سأصير فضاء أزرقًا
وأطفو فوق المنازل.
سأصير رياحاً
أو صبيًا يعدو
بين الأحراش
بحثًا عن الشمس..
سأصير جذعًا
وأبحث
عن الوطن القديمِ
عن صوت تكسّر جرار الطين..
عن الآباء الراحلين
خلسة
بثياب النوم
وعن بقعة أرضٍ
تتمدد فيها جذوري..
سأجيء
من البلاد الباردة
لأتساءل
عن الصحراء
التي منحتنا حروبًا
وآباءً قساة
و جلودًا سمراء
و قوارب للأمل.. والغرق.
سأجيء
لأسأل الأصدقاء
عن ليالي الوحدة الطويلة
وعن المعاصم
التي ربّت الإنتحارات
والقصائد الحزينة..
سأجيء
لأسأل الأصدقاء
كيف لم يلمحوا
خلف ابتساماتنا
عذابات كثيرة؟!
سأجيء لأسأل الآباء
الذين ربّوا
إخوة دافئين
عن بردنا الطويل..
سأجيء ظلامًا
أو حزنًا مفاجئًا
أو تعباً بسيطًا
في العظام
يسأل الأصدقاء
عن الحياة
وكيف عبروا..
كل هذا العمر
من دوني؟
سأجيء
لأسأل الأمهات
اللاتي منحننا الحياة
مغموسةً بالتعب..
كيف كُنّ
يغمضن أجفانهن
في الليل..
ونحن،
في الغرف المجاورة..
نحشو مسدساتنا؟
آلاء حسانين.
19 يوليو 2016
إستاذة الاء اليوم استشهد ثائر بمظاهرات العراق كان قد نشر قصيدتك البارحة