حلق مكتظ برثاء طويل.
الذي تتآكل عظامه
بفعل السرطان، والحياة المريرة، والوقوف الطويل.
لا أريدك طيفًا
أو ظلًا
أو وميضًا في الذاكرة.
لا أريدك عابرًا
خفيف الظل
في المنامات البعيدة.
لا أريدك رمادًا في جرة
أو كتابة على شاهد
أو مزارًا، هناك، على الناصية.
ابق هنا
الوحوش عادت
لتختبيء
تحت سريري.
وأنا عدت طفلك
الذي يتعثر في المشي
والكلام،
وعاد ظلي
لا يريد أن يفارق
ظلك.
سأعيد لك العمر
من أوله،
ستعود شابًا
بقدمين
لا تتقاعدان عن المشي
ودمٍ متجدد.
ابق هنا،
بعظام صحيحة
أو متآكلة
بجسدك المعطوب
وقلبك الهش
بغضبك السريع
وعيوبك الصغيرة.
ابق هنا،
لا لتنقذ العالم
أو تبدل زيت الشمس
أو تساعد الشتلات على النمو،
إنما،
ابق هنا،
هكذا فقط،
أريد أن أنظر إليك..
وأنت تحدق بعيدًا
في النافذة.
آلاء حسانين
1 مايو 2016