عامان تقريبًا يكفيان للحداد على شخص ما.
آباؤنا ماتوا غالبًا لأجل أحزابهم
إلى أريج عبدالله، وإلى أخواتها.. إلى حزنهن، خصيصًا إليه. لم يُسمّنا أحدٌولم يعرنا أحد أسماء أبنائهومع الوقت، لم نعد نعرف ما هو الترقبحين كانت خطوات الأقدام المتعبةتمضي نحو أبوابها..ولم يحدث أن طرق أب متعب أو ضائع بابنا ولو خطأ..ودربنا ليلنا الطويل-بحزن بالغ- ألا ننتظر أحدًا. دربنا يباس حقولناوالنهارات التي تُشرق وتُعتم دون هدف..وأسماؤنا التي…
ثمة زرقة كانت في عينيه، توقًا نحو البحر، نحو شيء بعيدوكان سيمضي، كنت أعرف، لأن الحياة كانت تتهدل على كتفيهوكان يجرها.. وفي عينيه، كنت ألمح دومًا ظل شيخ كبير ومن حين لاخر، كان يهمس: التعب، لم تبق كلمات لوصف هذا التعب.. مرة رأيته ينزه حياته وبدت متعبة مثل كلب يحتضر مرة أخرى رأيته جالسًا فوق…
أشعر بالوحدة. ولا أظن بأنها سيئة للغاية، فقط احتجت إلى أن أسمي ما أشعر به. والوحدة التي أقصدها لا تصف غياب الآخرين، بل ربما تصف وحدة الإنسان السائر إلى مصيره. الميت في تابوته وحيد، وإن تهافت الآلاف على حمله وتوديعه. والذي ينتظر الموت أو الشفاء وحيد أيضًا، وإن امتلأت غرفته بالورد والزوار. وأنا، وحيدة في…
من مركب لمركبلم نكف يومًا عن حزم الحقائبوالشتاءات الكثيرة التي قضيناها دون موقدوالغرباء الذين يلهثون عطاشى فوق آبار أجسادنا ويتركون ثمن الخبز على الطاولة.. لم نكن مغرمين، كُنَّا حزانى..ولهذا قضينا كل هذه المساءات سويًا.وبالدم الذي يتخثر في عروقنا من اليأسكنا نجلس فوق الأرض العاريةونبدأ بالكتابة..وعرفنا كيف تخرج كل هذه الوحدة من العظاموكيف نهرع في الليل إلى…
الليلة السابعة من يوليو.. أكره هذا الشهر، اسمه بغيض.. كلما سمعته شعرت بأنني على وشك أن أتقيأ طفلا مشوهًا.. أكره شهر يونيو كذلك وكل الأسماء التي على هذا الوزن.عمومًا، لا أتذكر أنني أحب شيئا ما حبا كثيرا.. وكلما شعرت بأنني قد أعجب بشيء ما، أسارع بالتخلص منه.. دائما دائما، أتخلص –بمرارة بالغة– من كل الأشياء/الأشخاص/…
أجيد الحديث كشخص بارعلكنّي أفضل رواية كل شيء بعجالةلأن الحزن يطفح مع المزيد من الثرثرة وأنا أحرص على إبقاء بئر قلبي مقفولًا..في الماضي،عثرت على صديق عرفته تحت جسروقد اختار البقاء،على الرغم من كونه أحد أولئك الذين ينتحرون يافعين..قال:” هنا أو هناك، سأظل أتألم دومًا.”وعلى عكس الذين علقوا أنفسهم أو قفزوا في النهروجدنا طريقة للسيطرة على أحزانناكانت…