بعيدًا عن المنزل.
و حيث تغطي رقائق ثلج صغيرة
حَرَج العالم
الذي لا يعرف ماذا يفعل
برأسه القاحلة
كلما نظر لوجهه في صفحات الماء
وأدرك أنه يتقدم في السن.
بعيدًا عن المنزل
حيث الشتاء ما يزال في أوله
وحيث العالم
يغلق أبوابه على صخبه
ويجلس قرب نفسه بهدوء
مصغيًا إلى صمته..
بعيدًا عن المنزل
حيث يكسو الدفء
واجهات النوافذ
وحيث الألفة التي تتضاعف
–حين تجتمع العائلة
حول مائدة الطعام–
تتغلب على الصقيع في الخارج.
بعيدًا عن المنزل
و حيث كل شيء، تقريبًا
يمضي بشكل جيد
الشوارع هادئة
والقطارات متنصبة بهدوء
في المحطات
الأيادي تتشابك بحب
العائلات تعود سويًا للمنازل
ولا أحد يخرج من حانة يترنح من الشقاء..
بعيدًا عن المنزل
بينما الموسيقى تتسلل بدفء إلى الأنفاس
والرب يراقب عالمه برضى
كانت امرأة
بعيدًا عن المنزل
امرأة
زرقاء ويابسة
تتمخض دون أنين
تسحب جسدها
بهدوء
نحو جرافة قديمة
مدفونة في الثلج
لتموت
دون ندم
في الباحة الخلفية لمنزل العالم
عيناها تنطفئان بهدوء
وقلبها ليس عاتبًا، لكونه منسيّا.
دمها
وردة حمراء في الثلج
و طفلها
الذي ولد ميتًا
–كي لا يبدد صراخه
اتزان العالم..-
أولى امارات الربيع.
آلاء حسانين
5 ديسمبر 2015