“تحت جسر مشاة، أحرق الرسام قلبه/ امرأة زرقاء تزعَق في رأسي”
( إلى الرسام..
والمرأة الزرقاء
التي تزعق في رأسي
وطبيب التخدير.. )
أغْلِق الباب
أَغلِق الباب
ظل امرأة زرقاء
يزحف نحوي..
كل ليلة يصير العالم خفاشًا
ويجثم على صدري..
صوت صراخي
مجرد كابوس
صوت صراخي
كابوس آخر.
أغْلِق الباب
قطيع من البشر السعداء
يتمايل في الخارج
أَحْرِق العالم
قطيع من البشر السعداء
يضحك في الخارج..
هذا يجعلني حزينًا
بشر يضحكون
بشر يطلقون الأحكام
بشر يحكون أنوفهم..
هذا يجعلني تعيسًا.
لو أني ولدت
كحيوان بريّ
لو أني أمضي عمري..
أركض في الغابة.
أنا رجل
يشبه مغارة
جسدي يتمدد
يتمدد
وأصوات البشر السعداء..
تتردد في الداخل.
جيوش من العناكب
تنسج موتًا في قلبي
أجيال من البشر السعداء
سيعيشون حياة واهنة.
أَغلِق الباب
واسحب جسد الأم الميت..
دعها
في المساءات الموحشة
تتشرد
بحثًا عن دفء في الزاوية..
الرسام
بيت الرسام
الرسام، الرسام
أحرق لوحاته
تحت جسر مشاة..
تحت جسر مشاة
أحرق الرسام
قلبه.
أنا رجل
يستلقي على سريره
ويتجول في الشارع
أنا رجل
يتأخر في العودة
ويرفض
يرفض كل مساء
أن يفتح الباب لنفسه.
أصوات
أصوات
أصدقاء يصيرون حشرات مضيئة
وطبيب يغرس إبرة أفعى
في ذراعي.
حقنة تخدير
هذا الشيء
يجب أن يظل نائمًا..
هذا الشيء،
لا يهم إن كان إنسانًا
أو بهيمة..
لكن هذا الشيء
يجب أن يظل، هكذا، ميتًا.
مرة قتلت نفسي
وحين صحوت صباحًا
أخذت أضحك عند المرآة..
يبدو شكلي مضحكًا،
حين أكون ميتًا.
حقنة تخدير
هذا الشيء
بمجرد ما يصحو
يقتل نفسه.
مرة أطلقوا سراحي..
-يجب أن تصبح عاقلًا-
وكأن الأمر يشبه
أن تقوم بتبديل ثيابك..
هذا خطأ فادح
مرة أطلقوا سراحي
مرة قالوا لي:
تكتب شعرًا سيئا
جرب أن أحبسك في قفص نمور
وأقول: لا يعجبني صوت صراخك.
هذا خطأ فادح..
الشوارع تموج
الناس أشكال هندسية
والشمس، لو يعلم أحد ما..
تركض خلفي
مثل كلب ينبح..
وعلى رسغي،
توجد دائمًا
رائحة شخص ميت.
أيها الطبيب
هذا خطأ فادح
أريد أن أعود
ذاك الشيء الجامد.
السنوات ستمضي سريعًا
سأدخل الثلاثين
خمس سنوات بعد
خمس سنوات أخرى
وخمس سنوات كذلك..
سأصحو في يوم ما
و أجدني،
قد صرت عجوزًا..
أيها الطبيب
أريد شيئا
يأكل عمري..
حولني لذاك الشيء الجامد
وفي آخر النهار
حين يقرر شخص ما
أن يطفئ أنوار العالم
ستجدني
قد صرت عجوزًا..
وكم سأصير سعيدًا
أن أحمل نفسي،
بنفسي،
إلى المقبرة.
أيها الطبيب
من المحال تخيل حياة
لا يتمكن فيها المرء
من أن يقتل نفسه.
آلاء حسانين.
14 يناير 2017.