عامان تقريبًا يكفيان للحداد على شخص ما.
آباؤنا ماتوا غالبًا لأجل أحزابهم
إلى أريج عبدالله، وإلى أخواتها.. إلى حزنهن، خصيصًا إليه. لم يُسمّنا أحدٌولم يعرنا أحد أسماء أبنائهومع الوقت، لم نعد نعرف ما هو الترقبحين كانت خطوات الأقدام المتعبةتمضي نحو أبوابها..ولم يحدث أن طرق أب متعب أو ضائع بابنا ولو خطأ..ودربنا ليلنا الطويل-بحزن بالغ- ألا ننتظر أحدًا. دربنا يباس حقولناوالنهارات التي تُشرق وتُعتم دون هدف..وأسماؤنا التي…
الجميع يعرف أني لم أعد شاعرًامنذ سكنت قرب البحر في البلدة القديمةوفي إحدى تلك الليالي العاصفةأدركوا أن الشاعر لن يظل حيًّا للصباح التالي.. لم يعرف أحد إلى أين ذهب الشاعر..وقد كنت أقل الجميع اهتمامًا بالأمرالبعض يقول بأنه صار ظلًا، وطار..والبعض الآخر- ممن يقضون وقتًا طويلًا في البحر-يقولون بأنهم يرون جسدًا طافيًا، من حين لآخر، يشبه…
نص قديم، أشبه ما يكون باليوميات. عثرت عليه صدفة بينما كنت أنبش في نصوصي القديمة، كتبته منذ عام تقريبا حينما في الثامنة عشرة، أذكر أني علقت في إكتئاب مريع لعام كامل، عام بأكمله، لا أنهض من سريري ولا أقوم بأي عمل، عام كامل، لم أقابل أي بشر ولم تصافح يدي يد أي إنسان آخر، ورغم…
رأيناكوأنت تهبط الدرج المكسر لتدفن -خلسة- النسل الحزين.. رأيناكوأنت تبكي دمًا على بناتك اللاتي يذرفن تاريخًا ثقيلاً من الملح. بناتك اللاتي يتمدد الألم في أحشائهنمثل الأزقة التي لا تنتهي.. بناتك اللاتييهبطن مثلك -خلسة- الدرج الحجري ويدفن خِرَق قلوبهن المدماة. رأيناك حتى في التذكر وأنت تُقلّب الصور الحزينة لبنات باسمات في المهد بنات باكيات في المهد…
الرابعة عصرا: مازلت على قيد الحياة لسبب لا أعرفه، لكن قد يكون هذا أمرًا حسنًا لمحاولة أخيرة للبصق على العالم. أنا حزين وموحش مثل الجحيم وأشعر بأني محض ظل لي، محض قشرة يابسة و سخيفة. لقد ابتلعت الأمهات القديمات روحي منذ زمن وتركن وراءها كومة رماد متفحمة، أنا كومة رماد متفحمة وأتمنى حين أموت أن…
الأشياء التي قد ترعب شخصا يدعي أنه إنسان حقيقي. – مايشبه اليوميات – أوف! أشعر بالضجر، هناك شعور بالخوف يركض في معدتي. قلبي ينبض، أحس به يتنفس مثل أرنب يحتضر. رباه! لماذا نسيتني؟ لماذا تركتني وحدي؟ المكان معتم، ليل ليل ليل في كل مكان. السماء مخيفة، إنها رعبي الوحيد، لا أحب أن أنظر إليها أبدا…