عامان تقريبًا يكفيان للحداد على شخص ما.
آباؤنا ماتوا غالبًا لأجل أحزابهم
ربما أعبر البحر..والبحر بحيرة زرقاء،البحر شارعٌ أو نهرٌ.. البحر طريق.ربما أغادر، في مساء هادئأو في أول النهار..والأمل يلمع في منزليشعاعَ نورٍ على حائط،أو غيمة من شتاء الأمستُركت على الكرسيّ، مضاءةًأو رأس غزال معلق في الردهة.. ربما أبدأ مرة أخرى،سوف أخرج من النهر هذه المرة..هادئًا وبسيطًا،والساحرات يتركن جرابهن عندي،مملوءة ذهبًا..والذهب فراغٌ،مرايا تعكس الجرح المُخبأ..هل نحرق القوارب…
رأيناكوأنت تهبط الدرج المكسر لتدفن -خلسة- النسل الحزين.. رأيناكوأنت تبكي دمًا على بناتك اللاتي يذرفن تاريخًا ثقيلاً من الملح. بناتك اللاتي يتمدد الألم في أحشائهنمثل الأزقة التي لا تنتهي.. بناتك اللاتييهبطن مثلك -خلسة- الدرج الحجري ويدفن خِرَق قلوبهن المدماة. رأيناك حتى في التذكر وأنت تُقلّب الصور الحزينة لبنات باسمات في المهد بنات باكيات في المهد…
من حلم تأتي، مرة أخرى، يدك لا تلمس المقبض. تأتي طيفًا لا يفتح الباب، وأنا لن أراك. تحت أنفاسي طبقة من أنفاس أخرى، تحت الإدراك الواسع، تأتي النهايات متشابكة، مشتبكة، مجنونة. تقبض على يد بداية ما. في البدء: كنت حبيبي، والآن تأتي، وأنا لن أراك، مثلما كنت من قبل. شيء ما تغيّر، شيء في الاتزان،…
الجميع يعرف أني لم أعد شاعرًامنذ سكنت قرب البحر في البلدة القديمةوفي إحدى تلك الليالي العاصفةأدركوا أن الشاعر لن يظل حيًّا للصباح التالي.. لم يعرف أحد إلى أين ذهب الشاعر..وقد كنت أقل الجميع اهتمامًا بالأمرالبعض يقول بأنه صار ظلًا، وطار..والبعض الآخر- ممن يقضون وقتًا طويلًا في البحر-يقولون بأنهم يرون جسدًا طافيًا، من حين لآخر، يشبه…
أتيت ليلًا، والفضاء معتم، وما من نورس ينقر على الشباك. أتيت وكم رغبت فيك، والعالم ذاهب إلى رقاده، وأنت أنت بكامل غيومك. كل ما أحبه موجود فيك، كل ما تمنيته يتجلى، الطعام نتشاركه، ومنزل صغير يسع أجنحتنا، والصحون في حوض المطبخ تنتظر الغسل. بيت صغير لأمنياتنا، لحياتنا معًا. كفك تضغط على قلبي، كم أحبك! بالأمس…
أعرف هذه النهاياتأعرف خطوهاوأعرف تعب الإنسان حين يُسلّم نفسه للبحر، للمشانق على أغصان الكروم.. وللعمر الطويل.ماذا نفعل الآن بمركب يبحر دون وجهة؟والمنافي التي رافقت إيقاع خطواتنا فوق الدروبوالمدينة المتعبةوآثار الغروب الذي يلمع فوق وجه السارية..كل شيء بدا أكثر وضوحًاوالناي الباكي في قلبيلم يعلُ من قبل نحيبه، كهذا النحيبولم أقل شيئًاإذ لا يوجد أكثر غربةمن رجل وسط البحريحدق…