جراء صغيرة تبحث عن مخرج.
ولدنا في خنادق..
بينما العالم في حروبه
وقلقه
وأغنياته الكثيرة التي تمجد الطاغية
ولدنا، هكذا، على عجالة
جراء كثيرة
سطقت فوق بعضها
كرصاصات فارغة
مددنا أيدينا للسماء
ولم يلتقطها أحد
بكينا في المساء طويلا
ولم يكن بكاؤنا يزعج أحدا
نشأنا دون أمهات
تعلمنا الحبو وحدنا
وفي الأنفاق الطويلة الممتدة
واصلنا الحبو بحثا عن ضوء
منا من صارت له مخالب
أوأنياب
أكلنا بعضنا بعضا في أوقات جوعنا
وحين كان ينهك احد منّا
كنا نتركه،
ونمضي..
تركنا خلفنا أعدادا كبيرة جدا
بشرا يزحفون في أنفاق
بمخالب وأنباب
وقشورا على جلودهم
وعدناهم أن نعود لأخذهم
حالما نجد مخرجا
ثم تركناهم يموتون
وحين خرجنا للضوء أخيرا
كان شعرنا أشيبا
وجوهنا مجعدة
وعروقنا يابسة
حين خرجنا أخيرا
لم نشتم العالم
ولم نبحث عن أمهاتنا
لنقبلهن أو لنلعنهن
لم نبتهج
ولم نحزن
لم نملك وقتا لنبتهج أو نحزن
إنما، وبكل استسلام
بحثنا عن بقعة مضيئة
لنموت فيها..
آلاء حسانين
25 أغسطس 2015