عندما قررت فتاة في التاسعة عشرة أن تقول الحقيقة.
وضعتني أمي جنينًا ميتًا
ورغم أن هذا
كان واضحا جدًا
إلا أن الجميع،
عوضًا عن أن يقيموا لي جنازة لائقة
أخذوا يطلقون الزغاريد
واحدة
وراء الأخرى..
اختاروا لي أول اسم طرأ على أذهانهم
زينوا أذني بالأقراط
وأقاموا حفلة بسيطة..
وخلال السنوات القادمة
وجدت أمي شيئا جديدًا
تنشغل به
شيئا جديدا
يشعرها، تقريبا.. بالسعادة:
أن تشتري لي حذاءً
بمقاس أكبر..
أما أنا،
فشيء وحيد
حاولت أن أخبر أمي به
وأنا أنزل من الباص
وأنا أصعد درج المدرسة
وأنظر إليها تلوح لي من بعيد
شيء وحيد حاولت أن اقوله دائمًا
حتى عندما عادت أمي للمنزل
ذات ظهيرة
ممسكةً بيديّ
وهي تقول بسعادة
أني تخرجت من الثانوية أخيرًا
كان عليّ أن اصرخ:
هذه ليست الطريقة الصحيحة
للإحتفال بشخص ميت..
لكن أحدًا
لم يفهم ذلك أبدًا..
لذا
كان عليّ أن أفعلها
أن أخبر الجميع بالحقيقة
أن أفتح عيونهم عليها
كان ذلك
حينما كنت في التاسعة عشرة
عندما استيقظوا في الصباح
ليجدوا قدميّ
تتدليان بانتفاخ
من السقف.
آلاء حسانين