والعربات في الخارج، جاءت لحمل جثتي.
عندما أموت،
أريد أن اصير قاربًا..
و أبحر في الزرقة.
أريد،
-أنا اليباس،
المعجون
من حزن الأرصفة،
وصفعات الأمهات
الخشنات،
والخطوات الوحيدة-
أن أصير غروبًا
و أبحر إلى نفسي.
الآباء حجزوا
قبورنا الرخامية،
والأمهات اخترن
ألوان التوابيت.
ورد الجنائز
جاهز للقطف..
والعربات في الخارج
جاءت لحمل جثتي.
خطوات كثيرة
وراء الباب الموصد.
ولا أحد علّم الجثث
كيف تفتح أبواب المشارح..
كيف تقف على قدمين
وتختفي،
في العتمة.
وأنا،
أريد أن اصير ضياءًا
و بحيرات زرقاء
وصوت خطوات قديمة.
والعربات في الخارج..
جاءت لحمل جثتي.
أمي تكدس
حزني القديم
في صندوق خشبي.
والأب الميت
منذ الطفولة،
عاد
كي يشيّع نفسه.
وأنا، لست إنسانا
كي أتكوم في قبر..
أنا إبن الأرصفة،
الذي أطعم
لحمه النيء
لفم الشوارع..
وعندما كنت صغيرًا
كنت يراعًا
ومجدافا خشبيًا..
وكنت ظلال الحزن
في بيتنا القديم.
لكن أمي غزلت مني
صبيًا صغيرًا
وقالت: كن ابني.
وعندما كنت في المهد
كنت أتذكرني،
حينما كنتُ
دمية ثلجية..
وأبكي الصقيع،
في الخارج.
لكن أمي،
جعلتني صندوقًا خشبيًا،
وأخذت تكدس الأحزان
في قلبي.
والعربات في الخارج،
أيها الهواء الأخير
والعشب الأخضر
الذي سأفتقد..
جاءت لحمل جثتي.
و أنا،
لست انسانًا
لأتكوم في قبر.
أنا،
صوت الحياة المكتوم
وأريد طفلًا
لاضحك في حنجرته.
آلاء حسانين.
24 أغسطس 2016
الله ~