في الظل، وراء الباب الموارب.
إلى آندري تاركوفسكي.
في الظل
وراء الباب الموارب
ينكمش طفل معتم..
حدود جسده الباهت
تتماهى،
مع الليل المسكوب في الأرجاء.
ذرات الهواء
تتشرب ظلًا عتيقًا
وتنتشر
حول الجسد الصغير..
الضوء يتساقط كالندى
على الممرات الطويلة
فوق الجسد البارد..
عين خافتة
تبرق،
من وراء الباب الموارب.
عين أخرى
في الظل
تبدو، كثمرة كرز ذابلة.
وطن بعيد
يشرد،
في العيون المحنيّة..
مركب شراعيّ
يراقب انطفاء الشمس
في النظرات الشاردة..
و يد الطفل الصغير
المقطوعة في الظلّ
تقلّب خفية
الكرزات المتدلية
من الجسد السفليّ..
تستكشف
رغبة مقفلة.
آه،
أيتها الطيور على النافذة
الطيور التي تسقط
أمام النافذة..
كم تبدو الحياة سريعة
بطلقة واحدة في الريش!
الخطوات العسكرية الموحلة
الخطوات التي تسحب
سماء من الترقب..
وتنحني
أمام الشرفة..
على الطيور المكورة،
في الوحل والريش
والحياة الناقصة.
آه، كم يبدو الخوف هيّن
سيقان البنادق
تمسح الضباب
عن وجه النافذة..
وطفل صغير في الظل
يتأمل زخات الضوء الساقط
على الأقدام البادية
من تحت السرير..
آه، يا أقدام الحرب الخضراء
في الخارج.
الحرب التي تقتل الوحشة
وحشة الطفل الصغير..
يا رخام العتمة الحار
الذي تسقيه الحرب
بدم بارد..
دم أحمر جميل.
أيتها الأقدام
في الخارج،
يا صوت الأنس
يا صوت البنادق..
يا قطعان العصافير الميتة
التي تطرق النافذة
يا جيش الحصى المتساقط..
أيتها الطيور الميتة.
يا صهيل الحياة البراق..
يا وجه الشمس
التي لا تدخل الغرفة..
من يفتح باب الخارج الموصد..
ولو بكعوب البنادق.
من يدخل الضوء
للحياة الصغير المعتمة؟
أقدام الأم بادية
من تحت السرير..
والطفل الغارق في الظل
مشدود بحبال العتمة..
من يدلق النهار
في الحجرة القديمة؟
كي يكبر الطفل الصغير
كي ينهض
ويجر الأقدام البادية
من تحت السرير..
أقدام الأم المشتاقة للضوء.
آلاء حسانين
17 سبتمبر 2016