حكاية الشاعر الذي ينسى ظله..
منذ سكنت قرب البحر في البلدة القديمة
وفي إحدى تلك الليالي العاصفة
أدركوا أن الشاعر لن يظل حيًّا للصباح التالي..
..وقد كنت أقل الجميع اهتمامًا بالأمر
البعض يقول بأنه صار ظلًا، وطار..
والبعض الآخر- ممن يقضون وقتًا طويلًا في البحر-
يقولون بأنهم يرون جسدًا طافيًا، من حين لآخر، يشبه جسده..
وأني لم أعد حزينًا بشكل فاضح
وحين أكون مارًّا، لا أسمع أحدًا يدعوني بالشاعر الذي ينسى ظله..
لكن في بعض المساءات
أتذكر صديقي، الذي كان جيدًا في السخرية، واستخدام الأسلحة..
وحين أراد أن يموت، قال: هذا مضحك..
سألته ذات مرة عن الحياة
فقال بأنها تشبه وقتًا ضائعًا
وأنه يفضل ألا يفعل خلالها شيئًا..
ولأتوقف عن الرغبة في أن أصير عظيمًا
ولأبوح بأني كنت شاعرًا فيما مضى، دون أن تنهمر عيناي بالدموع..
وفِي البلدة القديمة
كنت أجوب الشوارع كلها تقريبًا
من الصباح إلى المساء
واضعًا كفيّ في جيوبي..
وحين يسألني أحد عن الذي أفعله
أقول بأني أحاول أن أعيش حياتي
وأعرف أن الوقت قد تأخر كثيرًا لفعل ذلك..
فقد قضيت طفولتي كلها تقريبًا،
وأنا أحفر الكلمات على جذوع الأشجار ..
حتى ضاق جدي بالأمر
وأخبر أمي أنها أنجبت ولدًا مريضًا
“سيكون شاعرًا ولن يتمكن من إطعام نفسه “
وقال بأن من الأفضل لو تحاول إنجاب طفل آخر
يصير أكثر نفعا أو يساعدها في رفع الأشياء حين تتقدم بالعمر..
وعندما كبرت في وقت ما
لم أنتبه لذلك إلا بعد مضي زمن طويل
كنت ما أزال هناك، ألاحق ظلًا يتجول في الباحة
حتى أوقفني شخص وقال:
توقف عن هذا وانظر لنفسك.”
وحين عدت إلى المنزل نظرت للمرآة
ووجدت رجلًا يحدق إليّ من خلالها..