( خرج للدهليز، وبكى بكاء مرًّا/ الإصحاح السابع والعشرون).
” نفسي حزينة جدًا حتى الموت، ابقوا ههنا، واسهروا معي”- يسوع.
خرج للدهليز
وبكى بكاء مرًا..
كان الليل حالكًا
والقمر غمامة سوداء.
لكنه كان يشع حزنًا
وكان، لسبب لا يعرفه
يشم في الكون
رائحة وداعاتٍ كثيرة..
ويرى الصبح
ينتحب الآن
في الطريق إلى البلدة.
اسهروا معي،
قال..
أحس أن الموت
يشبه حزنًا عميقا
وأعرف أن الجحيم
ليس سوى حزن مذاب..
اسهروا معي
أنا أحتضر حزنًا
وأشم رائحة أبي
في خشب الصليب..
لا أعرف لي أما
ولا أعرف إخوة..
لماذا يا إيلي؟
جعلته غير موجود
وحين تدثرت بيتمي
وبكيت
مرّرته للضوء
وجعلت في عينيه
نظرة قناص..
لماذا يا إيلي؟
جعلتني أترعرع
بعينين تدلقان حزنًا
وفي ليلي الأخير
أطفأت حزني في عينيّ
فأنكرني صاحبي
قبل الفجر
ثلاث مرات..
اسهروا معي
أردت إخوة عاديين
ينازعونني حول أغطية الفراش
وبلدة
أُكنى باسمها
وأمًا تتخير وطنًا
تلدني فيه..
لا منفى.
أردت ناسًا
محض ناسٍ
يشعلون حولي نارًا
ويسهرون معي..
أردت أحدًا لا يصدقني
حين أنكر يُتمي
في الحقول
وأدعي كذبًا
أن الكون أبي..
أردت أحدًا
يكون أبي.
لماذا يا إيلي؟
أحببت حزني
لكن كشاعر
أو مشاء
يطعم الطريق خطواته
أو مسرنمًا
يتبع خلسة
الموتى الذين يتسللون من مناماته
ويذهبون لدفن موتاهم..
لماذا يا إيلي؟
كنتُ حزينًا
وأنت تعرف
أن الدنيا
من فوق الصليب
تكون أشد حزنًا..
وشخص ما
كان يحرق قشًا
في البعيد
وشخص آخر
أحمر الشعر..
كان يهبط عن صليبه
حيًا..
وقلتُ:
سأهبط الآن
لكنهم غمسوا أيديهم في الدم..
وقالوا:
عجل موتك،
نريد العودة إلى بيوتنا.
قلتُ:
سأهبط الآن
لكن شخصًا ما
كان يحرق قشًا في البعيد
جاء،
وحدق في عينيّ..
جاء،
وكنت حيًا.
جاء،
ولم ينتظرني حتى أموت..
لكن شخصًا
كان يحرق قشًا
في البعيد..
جاء،
وسرق ثيابي.
آلاء حسانين.
18 نوفمبر 2016.