قصة مكررة مع الفقد.
أحلم بك أحيانًا
وأنا أمشي خطوات وحيدة
وأنا أعود للمنزل
حاملة أكياس البقالة
وأحيانًا
وأنا أقبّل رجالًا آخرين،
أحلم بطيفك العابر
الذي أذاقني الحب
وأغدق عليّ بجرعات من السعادة
التي لم تستمر طويلًا.
لكنّي أعود وأفكر
في القطار المتجه إلى باريس
حيث مساحات خضراء تكسو جانبي الطريق
وامرأة جالسة على الكرسي المجاور
تألف هذا الاخضرار وربما لا يزعجها
مثلما يزعجني بعض الشيء.
أعود وأفكر
وأنا مُسمّرة على كرسي القطار
بأنني على الأقل
عرفت بأن السعادة موجودة
بأن التحليق بسبب النشوة
أن الافتتان بعين الآخر
ببشرته الحنطية
بشرتك
بشعره الأسود
وجسده الجميل
جسدك، شعرك، ابتسامتك
أن هذا كله موجود
وقد عشته
قد عرفته لأول مرة معك.
بالأمس قلت لشخص أواعده
بأني لا أريد تكرار الأخطاء
لا أريد تكرار القصص
وحكيت عنك
قلت له: أعتذر
لكن أظن بأني لم أتجاوزه
وقد تألم كثيرًا لحظه السيء
قال: بسببه ليس لديّ فرصة كبيرة معكِ.
وأنا فكرت بك
بكلماتك التي قلتها لي بنعومة
بتلامس جسدينا
وعرفت بأني سأكتب عنك
حتى لو فررت من الكتابة أو أجلتها.
قلت لماتياس: كل الرجال لطيفون
لكنهم ليسوا هو.
وأنا لم أفهم لماذا وقعت في حبك
بطريقة من يستعير جناحين
للقفر
أو السقوط.
حاولت مرارًا ألا أسقط في فخ الحب
حاذرت أن أستجيب للنظرة واللمسة
وقلت: كل شيء عابر
كل شخص عابر
كل جنس جميل، لكن عابر.
ثم أتيت أنت
ساحرًا وغامضًا
يداك جميلتان
وتنهيدتك عميقة
تفتح بابًا للرياح
في قلبي.
معك أحببت كل البشر
أحببت التجاعيد حول العينين
والبناطيل الملطخة بالطلاء
والعمل الشاق في المنزل الذي تملكه
أحببت حين يستيقظ إنسان في الصباح
ويطلي منزله
يحفر ويدهن ويعلق التابلوهات.
معك استنشقت رحيقًا عابرًا
وجدت أحلامًا
زرعت الأمل
وتجسد خيالي فيك.
كل معنى صار جميلًا
كل تغميضة عين من أجل الحلم
صارت شعاعًا
ولمست بيدي الشروق على وجهك.
بعدك لم أجد أملًا للحب من جديد
حتى العابر منه
البسيط العادي
وقلت
صرحت عما في قلبي
بحت للناس
بأني لا أؤمن بالحب
بأنه غير موجود
قالوا لي: هذا حزين
لكن كان هذا انتقامي البسيط
من رحيلك
من تكرارك لقصتي مع الفقد
من تكراري لقصصي مع الحب
والتعلق.
بعدك ارتعدت طمأنينتي
ارتجت أطرافي
وغدا قلبي خاملًا
ورغبتي ميتة
ولم أرد أحدًا.
انغمست في الحياة
وانشغلت بالعمل
وشعرت بأن ألمي مكرر
وقصتي معلوكة
ولم أفخر بما حدث
لكني لم أكذب نفسي
لم أتنكر لما عشته معك
لم أقل بأنه لم يكن شيئًا
لقد كان بالفعل
ميثاقًا جديدًا مع الحياة
نفسًا أولًا بعد العودة من الغرق
لقد كان كل المبالغات التي لا أحبها
مثل أن حبًا عظيمًا مسني
من النظرة واللمسة والكلمة الأولى
وحتى الآن
لا أعرف أين ذهب
وإلى أين تحديدًا قد اختفى
لكنه مسني أنا
مثل قشعريرة
عميقة
مؤقتة
ساحرة
قصيرة
مثل أحلام الغفوة
وشمس الربيع.
٣٠ مارس ٢٠٢٥
في القطار المتجه إلى باريس