الحب الذي يشبه الأحلام.

 

اليوم الأحد

أفكر بالليلة التي قضيتها معك 

ليلة الجمعة، 

حيث الثلج نابت على شفتيك

وحيث قلبي كان منسجمًا معك. 

لم يعد في قلبي جثث 

تحررت منها جميعها، 

ساعدني العلاج النفسي 

والعودة إلى الجذور 

لذا فإنني لم أكرر أحدًا فيك، 

ولا حتى الله. 

معك شعرت بالأمان والحرية

وبأني أقرب إلى نفسي مما مضى

لكن هاتان كلمتان كبيرتان حقًا، 

الأمان والحرية.. 

في ليلة باردة وساحرة 

شعرت بأنك بحار وبأني منارته، 

وبأن المدينة الغارقة في ظلماتها 

المدينة ذات الأشجار العارية 

والثلج المتجمد على الرصيف 

لا تعرف حقًا ما يدور بين أضلعها. 

كنّا مثل عاشقين قديمين

كأني عثرت عليك بينما أعرفك.

سحرتني بالنظر واللمس

وغرقت في فتنتك. 

حينها ظننت الله موجود حقًا 

رغم أنك أخبرتني بأنك لا تؤمن به

لكنّي رأيت الله فيك، 

وأنا عاشقة قديمة

أحببت كثيرًا وفتحت قلبي للتجارب 

دون خشية السقوط

سقطت كثيرًا وتأذيت وتألمت 

لكنني لم أفقد الأمل في عيش لحظات كهذه 

أسميها الحب ويسميها الأطباء أشياء أخرى 

أسميها الوله والعشق وكل مسميات الافتتان الشديد

شربنا زجاجتي نبيذ وردي
وتحدثنا كثيرًا 

رغم أنني هادئة وأواجه العديد من الانتقادات 

عن كوني لا أتحدث كثيرًا ولا أحتفل بحماس 

لكني تحدثت معك 

أنطقتني 

فتحت قلبي على مصراعية 

شعرت بأني آمنة وسط المحيط 

بأني محبوبة ومشتهاة 

بأن كل العالم لن يقدر على تغيير هذه الحقائق 

عديد من الناس لا يتاح لهم تذوق الحب 

وأقول تذوقه لأني لا أعيش معه كثيرًا 

إنما أتذوقه وأجترعه وأغدق على نفسي منه 

قبلتني كما أنا وقبّلتني

أغرقتني بالقبلات 

كل إنش في جسدي يعرف ملمس شفتاك 

يتوق إليك الآن.

ولم يحزنني سوى ابتعادك 

بأنك لست بجانبي كل يوم. 

أغرقتني مع النبيذ وشربتني 

كتبت لي بالعربية كلمات عديدة 

من اليسار إلى اليمين كتبت الأحرف 

وضحكت في حضرتك.

كيف تكتب كلمة أحبك بالعربية؟ 

كيف يكتب اسمي ساشا؟ 

كتبتها لك، 

واحتفظت بالورقة في قلبك. 

حملتها معك إلى منزلك 

بعد ليل طويل قضيته بين أحضانك 

استيقظت مرارًا من النوم لتقبلني 

ثم تعود لتغفو مجددًا.

لم تقل كثيرًا 

لكنّي استمعت إلى قلبك 

إلى كل حرف قلته 

حفظت همهماتك 

انسحرت فيك. 

عشقت يداك 

منهما لمست العالم 

كانت يداك عيني 

رأيت نفسي من خلالك 

من خلال يدك 

وكنت جميلة ومشعة وأحب الله 

أحب نفسي 

أحب الله فيّ

ولم أعرف ما أقول لك 

غير أني قلت كثيرًا.

ولم أفكر بأنك قد عشت قبلي

قبل هذه اللحظة 

بأنك رأيت كثيرًا 

وقبّلت أخريات.

لم يحل هاجس الموت أو الفقد 

رأيت ما هو أعمق من أن تكون وحدك

أن تكون مع آخر يحبك 

يبصر النور فيك 

يبصر ظلالك والغابات العارية.

رأيت ما هو أعمق من الأمل 

وماهو أكثر اشعاعًا من الأمان.

فقدت عقلي

انغمرت فيك 

وأصابتني رعشة الحياة 

لم يئن قلبي 

ولم يجزع 

قلتُ مرة: 

سأحصل على نسختي السعيدة 

من الحب. 

وتلك الليلة معك

ذاك اليوم بطوله 

أو نصف اليوم

شعرت بالسعادة

بأن الحب يغمر قلبي

بدلًا من أن يقضمه. 

لم أخبرك عن رواياتي التعيسة 

الجانب المظلم مني 

الجانب المجنون. 

أحببتك بكل الأنوار 

بكل سعادة 

وأنا أبحث عن كلمة أكثر من السعادة 

ربما الانغمار 

ربما أنت غمرتني بكل ما أعرف

بكل ما لا أعرفه 

عن الحرية 

عن الأمان 

عن الشفافية. 

عن الأشياء التي تشبه الأحلام 

عن عينيك 

آه من عينيك. 

لم ألمح فيهما عواء قديمًا 

لم أجد مشقة 

لقد غنينا معًا أغنية جديدة 

أغنية أمل 

أغنية ليست عن الليالي الظلماء 

بل عن ليلة هادئة ومضيئة

بين يديك عرفت أن الحب 

لا يجب أن يكون شاقًا 

أو مريعًا. 

عرفت عن أن الجمال يمكن أن يكون معديًا

أن المحبة والتواجد أجمل بكثير من الفقدان 

عرفت أنني لا يمكن أن أفقدك 

أو أفقد الحب 

لقد أرشدتني إليه 

في قلبي 

بين اضلعي 

وممتلئ بك.

بين يديك 

لم أرد أن أنام 

أردت أن أبقى يقظة 

لأحفظ الحب 

لأضمه 

و لأكتب أغنية حب 

بعد عمر قضيته في كتابة المراثي.

بين يديك رأيت انعكاسي 

رأيته في مرآتك 

في ملمس شفتيك 

في الطريق نحو الغد 

أريتني أن الحياة يمكن أن تكون حلوة 

أن الروعة تكمن في احتضان الشفاء

أن الإنسان يكون كاملًا 

حين يجد محبوبًا 

ويشاركه المحبة.

أثبت لي أن عمرًا كاملًا من التغني بالوحدة 

لا يساوي شيئًا 

أمام لحظات بسيطة ومضيئة 

قضيتها معك. 

19 يناير 2025